في السعودية بل وربما في الخليج بأكلمه تبدو مشكلة بطء نقل البيانات أو تصفح الإنترنت جزءاً من الماضي، على الأقل في المدن التي تحظى بتغطية اتصالات واسعة، يعود أغلب الفضل في ذلك إلى شبكة الجيل الرابع التي عرفت طريقها إلى المنقطة بسرعة كبيرة وبكفاءة مقبولة لدى الأغلبية.
لكن تقنية الجيل الرابع والرضا العام عنها لا تعني أنها كافية لتأدية كل الأدوار المطلوبة من عالم متصل حقاً، فعالم كذلك قادر على تأدية أغلب المهام المعقدة عن بعد، بحاجة إلى سرعات أكبر بكثير من تلك التي توفرها الشبكة الحالية، لذلك بات الحديث عن تقنية الجيل الخامس جزءاً واسعاً من النقاش الإلكتروني اليوم، ولذلك أيضاً تشدد رئيس شركة «أريكسون» في الشرق الأوسط رافيا إبراهيم على قدرة هذه التقنية على تغيير عالمنا الذي نعرفه اليوم إذ تقول: «الأمر لن يكون مرتبطاً بالسرعة فقط، إذ توفر الشبكات الجديدة اتصالاً سريعاً وموثوقاً، وشبكة الجيل الخامس سترتبط بتشغيل ما هو أبعد من الهواتف الذكية، إذ سيتم تطويرها لربط الساعات الذكية، أشرطة اللياقة البدنية والأجهزة المنزلية الذكية».
في الـ11 من آذار (مارس) عام 2011، أشغل زلزال ياباني كبير العالم بأسره وسط مخاوف من انفجار مفاعل نووي تأثر بالزلزال، حينها كان الحل دخول بشر للسيطرة على الموقف ما عرض حياتهم لخطر التلوث، الموقف ما كان من الممكن في ذلك الوقت أن يحتوي بأي طريقة أخرى، فإرسال مركبات يتم التحكم بها عن بعد كان يحتاج إلى نقل صورة حية بدقة تزيد على أربعة أضعاف الدقة الكاملة المتوافرة اليوم، لكن نقل مثل تلك الصورة عبر الشبكات الحالية كان يعني تأخر الصورة لأجزاء من الثانية وهو أمر غير مقبول في موقف كذلك، تقنية الجيل الخامس قادرة على تلافي مشكلة كتلك.
تقول إبراهيم: «شبكات الجيل الخامس قادرة على التعامل مع عمليات بثّ فيديوهات بأربعة أضعاف الدقة الكاملة 4K بشكل مباشر ومن دون توقف، إريكسون نجحت في الوصول إلى سرعة 5 غيغابيت في الثانية خلال اختبار مباشر على الهواء لإظهار مزايا التصميم ما قبل النهائي لشبكات الجيل الخامس التي تطورها الشركة، وأثبت هذا المستوى المتقدم من الأداء دوره المحوري في التعامل مع النمو الهائل في مستويات الطلب على البيانات المتنقلة ودفع عجلة التحول إلى الجيل المقبل من تطبيقات الاتصال بين الآلات».
التطور الذي توفره شبكة الجيل الخامس لن يكون مقصوراً على القطاعات الحكومية أو الشركات الضخمة، بل سيكون بالطبع جزءاً من رفاهية المستخدم اليومي بحكم تغيير معدلات السرعة بشكل لافت بحسب إبراهيم التي تقول: «السرعة القصوى للجيل الخامس هي 3.
2 غيغابايت في الثانية الواحدة ما يعني القدرة على تحميل فيلم بحجم 800 ميغابايت في ثانية واحدة فقط».
الفارق الشاسع بين تقنية الجيلين الرابع والخامس بالنسبة للمستخدم العادي يمكن تلخيصه من خلال التجربة اليومية للاستخدام، إذ إن تحميل مقطع فيديو بحكم 800 ميغا بايت بالشبكة الحالية يستغرق دقيقة تقريباً، العملية ذاتها تستغرق ثانية واحدة فقط باستخدام شبكات الجيل الخامس.