أقدس المدائن
في جلسة جميلة مخملية مع أنوار وموسيقى هادئة كان هناك لقاء بين أثنين يجمعهم الحب والود وقلبين يخفقان بهدوء على عزف الكلمات التي تومض مثل الكوكب في السماء .
وبين ايديهم شوكة وسكين وطعام وشموع معطرة ترافقها نسمات المساء .
وحركاتهم الهادئة بالتقطيع أضفت روح الفكاهة بينهما .
.
.
وبشكل غير متوقع أرتفع صوت المحادثة التي لم تكن في الحسبان انهما الشوكة والسكين .
.
الشوكة : ما أجمل استخدامهم لي فهم بمنتهى الرقة وانا بين ايادي ناعمة وقوية السكين : كلامك صحيح رغم اني قد أؤذيهم لكنهم يستخدموني بحكمة وفطنة الشوكة : مشاركتي لك جميلة جدا .
تقطعي وانا انتقي بنعومة السكين : حملك للأشياء تبدو وكأنك تنحنين رقة وخفة الشوكة : ترتيبك تخطيطك بدون ضوضاء السكين : لاتميزي بين الناس .
كلهم عندك سواسية الشوكة : كأنك تمنحي من معك المتعة والهناء السكين : عندما تأكلي الطعام أخاف عليك ان يؤذيك الشوكة : أخجلتني لأنني أشعر كأنك ترسم لي طريقي السكين : أتمنى ان نبقى معا ولا تفارقنا الايادي الشوكة : الخوف يعتريني عند ابتعادي عنك السكين : أكره نفسي عندما يشتد الحوار وأغضب الشوكة : وانا ايضا تراودني افكار وكأنني سأقع أرضا السكين : لا أحب المشاكل وان اكون أداة قتل ودماء الشوكة : أمتعض عندما أتغلغل برؤوسي العديدة السكين : لاتنزعجي انا معك .
.
اغرسي اسنانك بروية الشوكة : لا لا تفعلي حتى لايرموا بك بعيدا عني السكين : غيرتي وقسوتي عليهم تسبقني الشوكة : دعهم ولاتهتم .
.
أنهم لايشعرون بنا السكين : وان يكن يجب احترامنا لأننا نعمل لأجلهم الشوكة : أنا بخير وابقى سعيدة لأنك معي السكين : لو تعرفين مقدار غيرتي عليك لهجرتهم انهم سعيدان وسيغادران .
.
وبعد أن انتهى الاحتفال والليلة الهانئة سمعا خطواتهم تبتعد حتى صعدوا السلالم واغلقوا الباب ثم .
.
صرخة وفرحة وضحكة .
.
السكين : ياشوكتي تعالي لننهي ليلتنا ونسعد بالشموع وضيائها الجميل الشوكة : انا بجانبك .
لم ولن اتركك لأننا نكمل بعضنا وسعادتنا بعملنا .
.
رغم المصاعب .
.
فانتَ لي .
.
السكين : وانتِ لي ونحيا معا ونموت معا .
.