بإشتراكك ستستفيد اكثر من خدمات دورية: الملف الإعلامي، تويتر، مقالات الكتاب وغيرها

مشاري الوسمي “قناديل الحياة”

  • القسم : False
  • تاريخ النشر : Tuesday, February 4, 2020
  • الجريدة : صحيفة أقمار الإخبارية
  • عدد المشاهدات : 1
  • المصدر : إضغط هنا
news-image

بقايا عطر وملامح مشوشة ، أغنية ذات لحنٍ حزين ، طرق باردة خالية ومدينة تشابهَ أهلها .
.
تلك هي مواطن الحنين التى تمزقني في كل مرة ، أُغمض عيناي محلقًا في سماء الحُبّ الواسعة فيضيق بي الأفق.
.
اشعر بغصة آلم فأفتح ناظري وأسير مسرع الخُطى وكأنني أهرب منها .
.
رحلت بروحي وتركتني ابني لها ومنها برجًا ومنارةً على شواطئ الانتظار فسكنتها وأغلقت أبوابها.
.
ألقيت بمفاتيحها في وسطِ بحرٍ هائج الأمواج علها تأتي في يوم وتهدم الأبواب.
.
تبقى بجواري أميرتي ومعشوقتي التى تخاطب القلب قبل العقل فيتوقف معها النبض ، يصبح الكون جميل وفسيح وملئ بألوان السعادة.
.
انتظر.
.
فيطول الليل رغم شروق الشمس ، يزداد البرد رغم حرارة البعد ، تمر الأيام كسنينٍ عجاف لا مطر ولا حياة .
.
يطول خريف العمر ، تذبل الأحلام و تهرم ملامحي ، فيسقط دمعي وكأنه سقيا عذاب تشعل النار لا تطفئها.
.
تفقد أطرافي إحساسها بوجود الأشياء ، فيصبح غيرها حرام و وجودي من دونها خيبات ورائها خيبات.
.
أمعقول.
.
كانت حلمًا راودني في ليلةِ سباتٍ طويلةٍ فاستيقظتُ كافرًا بكل الناس من حولي جاهلًا بهم رافضًا العيش والتعايش مع واقعهم ؟؟!!.
أَم كان حزني الطويل على وحدتي التى نهشت أوصالي و جعلتني ممزقًا على عتبة حياةٍ أقسمت أن لا أذوق منها إلا علقمًا يؤلمني ويذيب أحلامي ، غير أسفة على شاب جاءَ مقبلًا على ربيع الدنيا ففوجئ بخريفها المحتضر؟! .
.
قد لا يكون هذا أو ذاك ولكنهُ حظٌ عاثر أوقعني في شرك الغرام حتى تمكن مني فأوجعني حد الوجع و حد الانهزام.
.
في البدايات كنتُ فارسًا بلا جواد لا يملك إلا قلبًا مغوارًا ينبض شهامةً وشرايينه تفيض حنانًا.
.
ولكن عدت مهزومًا مخذولًا حتى النخاع .
.
لن اغلق بابي وأطفئ قناديلي.
.
لن أدفن قلبي بين أضلعي ، فدومًا هناك أمل وبقايا شمعةٍ قد تنير ظلمة الفؤاد ، فتعود الحياة للأغصان اليابسة و تورق حياتي من جديد .
دمتم حالمين في زمنٍ جميلٍ يفيضُ حُبٍّ وكرامةٍ .
.