ارتبطت الأعياد في أغلب الديانات بالعبادات، وتعددت وفق المناسات، كما تخبر بذلك بعض الآيات القرآنية وتنقله المصادر التاريخية.
فعند اليهودية نجد جملة من الأعياد من أبرزها يوم السبت الذي يحرم فيه العمل على الجميع، وعيد رأس السنة، وعيد المظال، وعيد الاعتكاف، وعيد الفصح، وعيد الغفران، وعيد الحنكة، وعيد الفوريم.
ونجد أبرز أعياد النصارى عيد الأسبوع «يوم الأحد»، وعيد البشارة، وعيد الشعانين، وعيد الخميس، وعيد الختان، وعيد التجلي، وعيد دخول الهيكل، وعيد سبت النور، وعيد الصليب، وإذا نظرنا إلى هذه الأعياد الكثيرة سنجد أن مبناها على الأحداث التي جرت لسيدنا عيسى عليه السلام.
أما عند المسلمين فالأعياد مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعبادات وبالفرائض الدينية دون سواها، كما هو الحال لعيد الفطر وعيد الأضحى وأيام التشريق ويوم عرفة ويوم الجمعة، حيث إن عيد الفطر مترتب باكتمال صيام شهر رمضان المبارك، وعيد الأضحى مترتب على إكمال الحج، ويوم الجمعة «عيد الأسبوع»، يتعلق بإكمال الصلوات المكتوبة طيلة الأسبوع.
فعيد الفطر السعيد هو احتفاء بصيام شهر كامل، وفرحة بأداء شعيرة صيام شهر رمضان المبارك، إذ يفرح المسلمون في صبيحة العيد بأنّهم أتموا عبادة الشهر الكريم، من صيامٍ، وصلاةٍ، وقيام، وصدقاتٍ على أكمل وجه، وبما يُرضي الله تعالى، فمن أوفر حظاً من عبد صلى شهرَه كاملاً، وأقام لياليه بالذكر والتهجد، وقراءة القرآن، وصام عن الطعام والشراب والغيبة والنميمة، وصبر على التعب والمشقة.
وما أجمل أن يعقب ذلك وبعد إخراج زكاة الفطر، شعائر عيد الفطر السعيد صبيحة الواحد من شوال، حيث تبدأ شعائر عيد الفطر السعيد، بالذهاب إلى صلاة العيد، ومشاركة جموع المصلين أداء الصلاة وتكبيرات العيد، حيث تصدح المآذن في كلّ مكانٍ بأصوات التكبيرات الرائعة، التي تملأ الأجواء روحانية، وتُعطي للعيد نكهته الخاصة، وتجعل منه درساً إيمانياً رائعاً، تسمو فيه النفوس والأرواح إلى بارئها، فيشيع جو البهجة والسرور، ويكلّل ذلك على مدى ثلاثة أيام من جمعة الأهل، وتواصل وزيارات الأقارب، وتسامح واجتماع النفوس، وتقاربها من بعضها البعض، وفرح للأطفال بارتداء الملابس الجديدة، واستلام الهدايا الوفيرة.
فالعيد هدية من الله تعالى وجائزة على أداء العبادات على أكمل وجه، لهذا يُسمّى أيضاً يوم الجائزة أو يوم المكافأة.