أغنية جميلة من ألحان الزمن الجميل.
.
.
والمتتبع لأفق ذلك الزمن يستنشق أريجاً فواحاً ينعش الفؤاد ويحيي النفس، لما له من عبق جميل في كل شيء، في العمل والإصرار والعلم والأدب والفن.
اسألوه عن تلفونه شكثر رقمه اسألوه
ودي أتعلم كلامه واخذ اسمه اسألوه
كلمات جميلة وبريئة، وباقي كلمات الاغنية اشاد من خلالها المبدع عبدالله فضالة - رحمه الله - بمخترع التلفون، حيث كانت هذه الاغنية في أوائل الستينات من القرن الماضي، وقت دخول خدمة الهاتف في المنازل، فأصبحت وسيلة يحس بها الناس ويستغلونها في تيسير أمورهم والحصول على بغيتهم بسرعة ويسر.
ودلفت الليالي وتوالت الايام وانصرمت السنون وزادت نهضة الامم وتقدمها وازدهارها وتعددت وسائل الاتصال، حتى جاءت كثير من الوسائل في مجال التواصل الاجتماعي، واصبح كل فرد يحمل معه جهازاً هو من الأساسيات التي ترافقه أينما كان ولا يستغني عنه ابداً، وبعضهم جعل بينه وبين هذا الجهاز ألفة لا يكاد العقل ان يتصورها ولا المنطق يجعل لها حيزاً من العقل والتفكير.
فتراهم في مجلسهم صامتين كأن على رؤوسهم الطير وكل يحدق في جهازه ولا معنى لجلوسهم جميعاً والزائر لهم يجد نفسه غريباً بينهم، فينسل من بينهم ويفارقهم الى شأنه وهم لا يشعرون.
عجيب أمر هذا الجهاز؟
إنه يحوي كثيراً من الحقائق والمعلومات والسبل والارقام للذين يريدون العلم والتنمية والاستبصار والبصيرة، ولكن الكثير من الناس وللأسف الشديد استغلوا هذه النعمة استغلالاً سيئاً فوقعوا تحت طائلة النكات القذرة والاساليب الهدامة والاشارات التي تدعو إلى السخرية وتعمل على تهديم البيوت والوقوع في الموبقات.
.
.
فالعديد من حالات الطلاق والولوج في المحرمات وقعت عن طريق ذلك الادمان السيئ الذي يحتاج لعلاج ناجح.
يقولون ان في مدينة قسنطينة الجزائرية تقع أول عيادة من نوعها في افريقيا والعالم العربي والثالثة في العالم، لعلاج هذا الادمان.
ولكن ماذا يعني هذا النوع من الادمان؟ وعلى أي أسس يتم تشخيص المريض بذلك؟
- أحدهم يقول ان ادمانه على الانترنت كاد أن يتسبب بالقضاء على حياته العائلية بعد ما وصل مراحل متقدمة من الادمان، ولكن كيف يكون العلاج؟
يقول المتخصصون ان العلاج يصب في اتجاهين: نفسي وسلوكي.
ويتم ذلك بتغيير عادات المدمن وتشجيعه على ان تكون له اهتمامات اخرى.
ورغم الاقبال المتزايد على هذه العيادات ونجاحها في علاج حالات عدة، الا انها لا تزال في انتظار اعتراف منظمة الصحة العالمية بوجود ادمان على الانترنت، واذا ما اعترفت بالأمر وعممته، هل يعترف المدمنون بإدمانهم؟
وهل نرى عيادات للمدمنين تنتشر في ربوع هذا الوطن؟
وهل يوضع هذا النوع من العلاج ضمن التمريض الصحي للمتقاعدين؟
أم هل يسعى الساعون إلى طلب العلاج في عيادات في الخارج؟
عزيزي القارئ
والله لست أدري؟!
وطريقي ما طريقي
أقصير أم طويل
أأنا قائد دربي في مسيري
أم مقود
أأنا أصعد أم أهبط فيه
أم أغور
أتمنى إنني أدري
ولكن لست أدري