بغداد - مخيم الخازر القريب من أربيل أصبح الآن مأوى لكثير من النازحين العراقيين الذين فروا من العنف المستعر في بلدهم بينما تواصل القوات العراقية حربها على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن لسوء الطالع ولأنهم فروا من بيوتهم على عجل بالقليل من المتاع ولأن الإمدادات في المخيم الواقع شرق الموصل لا تتوفر بما يكفيهم فإن حياة هؤلاء النازحين تحولت إلى نضال يومي من أجل الاستمرار على قيد الحياة.
ويقول النازحون إن المطر الغزير والطقس شديد البرودة طوال الأسبوع الماضي وعدم توفر ما يلزمهم جعل الحياة في المخيم في غاية الصعوبة وبمثابة الجحيم.
وتطرقت فتاة من المقيمين في المخيم تدعى رويدا (12 عاما) لنقص المواد الأساسية فقالت "والله المي (المياه) قليل صحيح.
منظفات ماكو.
مواعين ما استلمنا.
صحيات ما استلمنا.
مواد ماكو.
أي والله كله بنشتريه".
وبينما تنخفض درجات الحرارة وتصبح الطرق موحلة يقول قاطنو المخيم إنه لا توجد أغطية ولا مدافئ تعينهم على تدفئة أجسامهم وتجفيف ملابسهم.
وأشارت نازحة أخرى تدعى أم حافظ إلى أن الخيام المتوفرة لهم في المخيم لا تحميهم حتى من ماء المطر.
وقالت "بهدلة يعني.
اكو نص الخيام يفوت بيهم مي.
يعني بهدلة.
من تفوت المي على الخيم المنامات كلها تتنقع.
ما بتصلح هدول الخيم كليتها.
والله واحد يعمل لنا حل والله هين أمان وماكو شي.
بس البهدلة من وراء الميات والمطر يفوت علينا ونقص الأحواز.
.
الملابس هين على الشوف هذا الملابس ها الشكل.
يعني مبهدلين على الملابس".
وتحدثت نازحة عن ذلك مشيرة إلى أن قلة سطوع الشمس يتسبب في عدم جفاف ملابسهم المغسولة وبالتالي يضطرون لارتداء الملابس متسخة أو مبللة.
وقالت نازحة عراقية تدعى أم محمد "لما تمطر الغسيل يتكوم.
من طلع الشمس ينشرون.
إذا ما طلع الشمس ما ينشرون.
هداك النهار زلمتي (زوجي) وقع انكسرت الدبية (العبوة).
نصف الجاز (الكيروسين الخاص بالدفاية) راح وجاء هدومه (ملابسه) جاز حتى يشهد علينا جيرانا.
وجتنا دبية جاز هسة ما بدلناها لأنه بيها بريحة نفط مثل هي القبل.
تركناها قلنا بعدين نستعملها.
والمي والهدا يعني المواد وها الشي لو ما نركض عليه ما يجي".
وتقول الأمم المتحدة إن زهاء 91 ألف شخص سُجلوا كنازحين بعد فرارهم من مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية وكذلك من البلدات والقرى القريبة منذ بدء الهجوم العسكري على التنظيم المتشدد.
ويُستبعد من هذا الرقم الألوف الذين أجبرهم المقاتلون المتشددون الذين يتراجعون على العودة للموصل.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن نحو 70 في المئة من النازحين الجدد في العراق يعيشون في مخيمات.
وأقام ألوف آخرون في الأماكن التي تمكنوا من الإقامة فيها.
وقالت الأمم المتحدة إنه من المتوقع زيادة عدد النازحين وعززت جهودها لتوزيع مستلزمات فصل الشتاء عليهم قبل أن تنخفض درجات الحرارة بشكل أكبر.