رؤية- د.
غسان الحسن
شعر- عبدالله الحارثي
هذه القصيدة يمكن أن تفهم على أنها تصوير لحال الشاعر مع محبوبه , وما ساد العلاقة بينهما من تدهور ناجم عن التجافي والكراهية وسوء التقدير, وسوء الظن والنية , ويمكن فهم أبيات القصيدة كلها على هذا الأساس , فالشاعر طرف في العلاقة المصوّرة , والمحبوبة هي الطرف الآخر , وكل منهما مشارك فيما وصلت إليه الأمور.
غير أن فهم القصيدة على أنها للأحوال العربية الراهنة العامة , يمكن أن يكون فيه الفهم الأفضل لهذه القصيدة , التي يمكن تفسير جميع أبياتها على هذا الأساس القومي الشامل , الذي يكون الشاعر فيه جزءاً من الجماعة العربية التي يتحدث عنها.
ويعزز هذا التوجه البيت قبل الأخير والذي يكاد يصرخ بهذا(وكل من فينا يخون) .
ولو تموت احلامنا وين الغرابة؟!
دام نسقي جوعها نزف الطعون
النوايا لو تشابه.
.
ماتشابه
كم هقينا لين غرتنا الظنون
وكم سقينا وعدنا صحوة سرابه
وكم حنينا الريح واوجعنا الغصون
وكم بنينا للهوى مجد الخرابه
كل موتٍ مرنا .
.
قلنا : تمون
ليلنا اللي مالقينا فيه ثابه
نوّخ ركاب السهر بين الجفون
والظما بعيوننا شرب الكآبه
من مواعيدٍ تكون .
.
وماتكون
من سحاب الكذب .
.
كذبنا سحابه
أمطرت بالدمع واعمينا العيون
استبحنا الذل .
.
وادمينا المهابه
واحتفينا باحتضارات السكون
كيف الوم الجرح لو جذر عذابه
كيف الوم وكل مافينا يخون
ولو يموت الحب.
.
!!وش وجه الغرابه؟!
لاغدينا للجفا قلب .
.
وعيون